بلسم
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: سيمفونية الموت الأحد يوليو 20, 2008 1:03 pm | |
| سيمفونية الموت
كانت جلسة عشاء روتينية .. رغم الظروف والاحتلال الظالم فهم مازالوا مجتمعين يجمعهم حنان ودفئ والدهم .. خصوصاً بعد رحيل والدتهم أيام القصف الأمريكي على العراق .. كانوا يأكلون في صمت , كلاً منهم يحلق في عالمه الخاص .. بعدها نهضوا وأخذ كلاً منهم طبقة إلى المطبخ .. وبعد ذالك التفوا حول المدفئة يحتسون الحليب في صمت .. كعادتهم أبنائه لا يتكلمون إن لم يحثهم هو على الكلام .. أبتسم والدهم وقال : ـ ما أخباركم مع الدراسة ..؟.. عزيزي علي . ما أخبارك .. أنت السنة تخرج ..؟.. نظر لوالده نظرات مبهمة لا تحمل أي معنى وقال : ـ الحمد لله .. رشيد الرجل الحكيم : ـ نعم الحمد لله على كل حال ولكن ما هي أخبارك ..؟ قال ببرود : ـ بخير .. واكتفى بهذه الكلمة ومضى يفكر بصمت ليُشعر رشيد بالخيبة .. إنه لا يستطيع تحطيم هذا الجبل الصامت .. إنه لا يستطيع اقتحام هذا الحصن الذي حصن نفسه به .. إنه صعب .. توجه لابنته هدى ذات الثامنة عشر ربيعاً : ـ وأنتِ غاليتي ما أخبار الدراسة معكِ ..؟ قالت بمرح : ـ الحمد لله إنها ممتازة .. وما يستعصِ علي فهمه أذهب فيه إلى أخي علي .. اتسعت ابتسامته وأومئ برأسه : ـ الحمد لله .. ولكن ما يستعصِ عليك تعالي لي واتركي أخوك لدراسته .. أومأت له با الإيجاب والابتسامة الجذابة تعلو شفتيها : ـ حسناً .. فجأة قال ابنه : ـ أرى في السماء غيوماً ملبدة .. محملة بما لا يُحمد عُقباه .. ولا أظنني أنهي هذه السنة على خير .. استغرب والده كلامه : ـ لماذا تقول هذا ..! الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول : "تفاءلوا بالخير تجدوه" .. يا لك من صبياً متشائم .. قال وهو يفكر : ـ أنا لا أتشاءم إنه حدسي .. فضل الرشيد السكوت عنه واتجه لصغيرة ذو السنتان حسين .. ـ صغيري حسين تعال عندي .. | |
|